ما حكم قراءة القرآن في الصلاة من المصحف ؟
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها يؤمها مولى لها يسمى ذكوان، وكان يقرأ في إمامته لها من المصحف([1])، ولهذا ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز ذلك، بل إن الشافعية زادوا بأن الصلاة لا تبطل حتى ولو قرأ مكتوبًا غير القرآن، ونقل المذهب في تلك المسألة الإمام النووي حيث قال : «لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته، سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلب أوراقه أحيانا في صلاته لم تبطل، ولو نظر في مكتوب غير القرآن وردد ما فيه في نفسه لم تبطل صلاته وإن طال ، لكن يكره ، نص عليه الشافعي في الإملاء وأطبق عليه الأصحاب»([2]).
ونقل الشيخ الرحيباني مذهب أحمد حيث قال : « (و) لمصل (قراءة بمصحف، ونظر فيه)، أي : المصحف قال أحمد : لا بأس أن يصلي بالناس القيام، وهو ينظر في المصحف قيل له : الفريضة ؟ قال : لم أسمع فيها شيئًا. وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف، فقال : كان خيارنا يقرءون في المصاحف» ([3]).
غير أن المالكية كرهوا القراءة من المصحف في فرض ونفل، أما الحنفية فقد اختلفوا فيما بينهم، فقد ذهب الإمام أبو حنيفة إلى فساد الصلاة بهذا الفعل، وذهب الصاحبان إلى مذهب إليه المالكية.
وعليه فنحن نرى ترجح مذهب أغلب العلماء بأن قراءة القرآن من المصحف في الصلاة صحيحة ولا إثم فيها، والله تعالى أعلى وأعلم.